من انا ؟
اكثر من ثلاثون عاما مرت من عمري قضيتها أتعلم و اعلم أسال و اجيب - عشرات الالاف الساعات قضيتها
ادرس وابحث و اطلع و اقرأ فمرت اكثر من ثلاثون عاما مرت سريعا
وفجاه ادركت ان اهم سؤال في حياتي مازال يحتاج الي أجابه من انا ؟؟
هل انا افكاري ومعتقداتي هل انا علمي وشهاداتي .. هل انا حرفتي وخبرتي او ملاكاتي و ممتلاكاتي ..
هل انا تاريخي الأسارى او مكانتي الاجتماعية وعلاقاتي او انني لست كل ما سبق و مازلت لم اكتشف نفسي بعد ؟؟
الأنا و قضيت رحلتي باختصار :
اقرأ وابحث واتعمق واغوص بحثا عن ذاتي
الحقيقة وبدأت اكتشف اعظم حقيقه في حياتي ليدرك ان كل ما اظن سابقا انه انا لم يكن الا وهم الانا .
وان معظم افكاري الا لتوفي هذه الأنا وكل ما تعمقت اكثر وأكثر اقتربت من الروح من نفخة الرحمن
التي فيه واكتشفت ذاتي الحقيقية وعلاقتي وبعدي ومسافتي بين الأنا الوهمية تضاعفه مشاعر الحب والسلام والسعادة
لكنها مشاعر حب وسعادة وسلاما غير التي كنت اشعر بها بين انا الوهمية .
لم يكن الا وهما الانا :
ادركت حينئذ
ان الموت ليس محزنا ولكن المحزن حقا ان معظم الناس يولدون ويموتون من دون ان يجد انفسهم ,
وبذلك فهم لا يعيشون قط .
و أدركت كذلك انه هناك ذاتا حقيقيه وذاتا اخري وهميه وهي الأنا التي نعيشها وهماً
نخرج من بطون امهاتنا لندخل الي الدنيا بفطرتنا والتي هي فطرة ربانيه سوية ندرك بها باننا جزء لا يتجزأ من مثابتا كونيه .
سرعان ما تبدأ وتبدء حواسنا في العمل لتقودنا في رحلتنا الأرضية لنتعرف بها علي غيرنا قبل ان نتعرف بها علي انفسنا
فكل حواسنا موجه للخارج ونبدأ رحله تكوين صوره ذهنيه عن ذواتنا وهي نتاج رؤيه عن من حولنا لنا
نري نفسنا في اعين اقرب الناس الينا انها صورة ذهنيه وهميه من صبي افكارنا .
انها الأنا الذات الوهمية :
بدأت بالتكون في مرحلة من البداية في عمرنا ولكن هل صورة الذاتية هذه هي بحق من نكون
ام ان هناك ذات اخري حقيقه تكمن هناك في الأعماق ؟
ترقبوا وتعي وتدرك ان ذاتك الحقيقة التي تحمل نفخة ربانيه اكبر واعظم واقدس من ان تجسد في صوره ذهنيه وقوالب طينيه
انها الذات التي ذكرها الرحمن بقوله " ونفخت فيه من روحي "
ويبدأ الصراع بين ذاتين بين صورة ذهنيه لكنها في عين صحبها والناس مرئيه
وذاتا اخري حقيقيه لكنها مغمورة في الأعماق منسيه ويستمر الصراع
كم سألت نفسي من انا :
نفسي طفلا من انا وكذلك الحال مع الكثير من البشر ( من انا )
شيئا فشيئا نعيش مع المرئي المعترف به من قبل غيرنا ونكمل ذواتنا الحقيقية لتغوص اكثر فـ اكثر في الأعماق
فيخفض صوتها ويندثر اثرها ونعيش ما تبقي من عمرنا معذور ذهنيه فيما سبق مع الأنا ولأننا ندرك في اعماقنا
ان هذه الصورة الذاتي ذهنيه وهميه فأننا ندرك كذلك ضعفها وهشاشتها وحاجتها للحماية والدفاع عننها
خوفا من ان ينكشف زيفها ولا نجد ذاتا اخري نختبئ ورائها وهنا يكمن منشئ كل الامراض الإنسانية .
قد لا أكون من اظن انني انا
انا لست ممتلكاتي ولا ملاكاتي انا لست تعليمي ولا شهاداتي
انا لست شكلي الخارجي ولا حتي ارائي
قد تجد هذا الكلام غريبا ولكن اذا كنت لا تصدق ذلك الان
فإنني وانت و انتي حتما سنصدقه قريبا شئنا ام ابينا
سنصدقه وندركه ونتيقن منه علي فراش الموت فـ الموت سيجردنا ويعرينا من كل الأشياء ولسنا نجن
الموت سيجردنا من كل الأشياء التي لا تعتو الا تكون صورا واشكالا من صنع الذات الوهمية من الانا
ولقد رأيتها في اعين من كل الذين شاهدته علي فراش المرض والموت وفي اخر ساعات حياته في تلك اللحظات
التي وصفها الخالق سبحانه وتعالي وقال "وكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد "
ولكان للعين ان تنطق ان ذاك لكانت خيرا معلم و لكشفت لنا سر الحياه قائلة .. ان سر الحياه هي ان تموت قبل ان تموت .
لتدرك انه ليس لموت أي انني ميت هذه الانا في قلبي في هذه الدنيا اليس إقامة الصلاة اذا اديناها حق أدائها
خير تدريب عملي نمارسه خمس مرات في اليوم لنخرج منها وقد اخرجنا بها الأنا التي فينا وما اقتصر سجودي في صلاة
فــ قلبي ساجدا طول الحياه لله رب العالمين وما اعظمه من سجود للقلب .
ادركت ان كثرة الامراض النفسية وفساد الأرض والبر والبحر مصدره الأنا
انها الانا التي أخرجت ابليس من الجنة عندما قال انا افضل منه خلقتني من نار وخلقته من طين
انها الأنا التي اغرقت فرعون عندما قال انا ربكم الأعلى
انها الانا التي خسفت بقارون الأرض عندما قال انما اوتي عن علما عندي
انها الأنا التي احتطت بصاحب الجنتين عندما قال انا اكثر مالا واعز نفرا
الأنا هي عدوي الحقيقي هيه مصدر شقائي ومعناتي
تعليقات
إرسال تعليق