هل الآباء النرجسيين يحبون أولادهم ؟
الإجابة قصيرة وباختصار "لا" !
إنهم غير قادرين على حب الآخرين حتى لو كانوا أطفالهم
و نظرًا لأن النرجسيين لا يستطيعون تطوير كيفية التعاطف مع الآخرين ، فلا يمكنهم تعلم الحب ... للأسف هذه حقيقة .
تتساءل .. يبدو شريكك أحيانا كثيرة متعلق بابنه ويعامله بلطف وحب ويستجيب لكل طلباته .. معنى هذا انه ليس نرجسي..!؟
هذا سؤال منطقي جداً كان قد ورد الينا عبر البريد كثيراً ..
ولنجيب عليه سنرى سلوك الآباء النرجسيين مع أطفالهم
انتبه جيداً.. !
هناك نوعين سلوكيين مختلفين يمارسهما الام / الاب النرجسي
في نفس الوقت تجاه أبنائه وهما :
1- الابن الذهبي أو ولي العهد :
وهنا يكون مهيمناً عليه بشكل كامل فهو يعتبره امتداداً له ويسبغ عليه صفات التعظيم ، فهو لا يخطئ ،
ومهما كانت إنجازاته بسيطة فهو يكافأ عليها بالاحتفال والاحترام والمكافآت و كل طلباته مجابة .
وهو يتصرف وكأن هذا الابن امتداد لشخصه ، فلا حدود معه ولا يقبل بأن ولده يمتلك شخصية او رأياً أو خصوصية ،
يمكن وصف ما يجري هنا بأنه "ابتلاع كامل" للابن بشخصيته واراءه وكيانه .
2- الأبن "كبش الفداء" :
حيث يكون مهملاً له بشكل كامل فهذا الابن يلام على كل مصائب العائلة ،
إذ بينما الابن الذهبي لا يرتكب أي خطأ فإن الأبن "كبش الفداء" يرتكب جميع الأخطاء .
وكل إنجازاته مرفوضة ويغض الطرف عنها و هالكثير ذا السلوك معاكس للسلوك السابق فهنا الاب يرسم كل الحدود مع ولده
هذا ولا يهتم كذلك لأمره .
مما يسبب من الارباك للطفل إذ يحس بأنه غير محبوب ولا يحصل على الاهتمام ولا العناية ،
وقد يصل الإهمال الى درجة عدم الاهتمام حتى بنظافة الطفل أو حالته الصحية، وعدم الاهتمام بأي شيء يخصُه.
ومن الواضح أن اختلال العدل في التعامل مع الأبناء يسبب المشاكل بين الأولاد وبعضهم وأيضا بين الأولاد و
والديهم مدى الحياة كالأحقاد والحسد والكره ومن ثَمَ الانتقامات .
الشخص النرجسي :
في حقيقة الأمر لا ينجب طفلا كي يربيه ويعتني به ويأخذ بيده في الحياة ، كالشخص الطبيعي ،
إنما ينجب طفلاً كي يحصل على علاقة سيطرة تلقائية حيث يفرض الاب النرجسي قوانينه على أبنائه ،
ينظر إلى طفله على أنه مجرد ملكية يمكن استخدامه لتعزيز مصالحه الذاتية .. التحكم والسيطرة هما الهدف مرة أخرى .
الاب النرجسي :
للأسف حقيقته مؤلمة :
فطفله منذ وقت مبكر سيعلم أن سبب وجوده هو خدمة هذا الاب وليس العكس فيعاني هذا الطفل سنين طويلة
من الإحباط والمعاناة قبل ان يفهم ان هذا الاب / الأم هو شخص مضطرب غير طبيعي ،
وحتى ذلك الوقت فالطفل يبذل المستحيل لإرضائه ، لكن الاب النرجسي يستحيل ارضاؤه كما نعلم .
فإذا كان شريك النرجسي أصبح يفهم ان النرجسي شخص متقلب المزاج وغريب الاطوار وبعد بعض الوعي
يتعرف على سُميته فالطفل الصغير سيعتبره شخصاً مربكاً ولا يمكن التكهن به أو الوصول إلى رضا وقبول ذلك الذي لا يُرضيه شيء .
و يلوم نفسه على التسبب بإساءة والده اليه فيحس بالخزي والغباء ويغضب على نفسه ويجلد ذاته بما يكفي لتدميرها .
العلاقة بين هذا الاب وولده بشكل عام هي علاقة ضعيفة ومهزوزة فهذا الطفل لا يحس بانه محبوب ،
الا اذا تحول إلى هذه النسخة التي يرضي بها والده ...
فاذا أراد ان يحقق أهدافا لنفسه تختلف عما أراده له والده فسيقابل بأشد أنواع العقاب والمقاطعة .
وفي الحالتين من سلوك الآباء النرجسيين يعاني الأبناء من الإساءة والخوف والقلق ومرارة العيش..
أو الإساءة في نشأته غير السوية وابتلاع شخصيته .
ومازال في حديثنا بقية مع كيف يُعامل الأب النرجسي أولادة وكيف يمكن إنقاذ طفلك ونجاته .. معاً على طريق النجاة ..
تعليقات
إرسال تعليق